www.ahmedmager.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
www.ahmedmager.com

الكنج
 
البوابةالبوابة  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 علموا ابناءكم الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
fars12




المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 22/12/2008

علموا ابناءكم الحياة Empty
مُساهمةموضوع: علموا ابناءكم الحياة   علموا ابناءكم الحياة Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2008 4:19 pm

علموا ابناءكم الحياة


------------------------------


شهدت الأساليب التربوية في عصرنا الحاضر تطورات هامة جعلت المدرسة الحديثة تقوم على أساس تفهم حاجات التلاميذ ومشاكلهم ، وأصبح جلّ اهتمامها حل هذه المشاكل بأسلوب تربوي صحيح وإشباع تلك الحاجات ، إنها تهدف إلى تربية أبنائنا اجتماعياً و أخلاقياً وعاطفياً ، والعمل على تهيئة كل الوسائل والسبل لنمو أفكارهم وشخصياتهم بصورة تؤهلهم للوصول إلى الحقائق بذاتهم وبذلك يكونون عناصر فعالة ومحركة في المجتمع . إنها تهدف كذلك إلى إذكاء أنبل الصفات والمثل الإنسانية العليا في نفسية الأجيال الصاعدة، وجعلهم يدركون حاجات المجتمع ، ويتفاعلون معه ، من أجل تحقيق تلك الحاجات ، وبالتالي تطوير المجتمع ورقيه وسعادته .وعلى هذا الأساس نجد أن المربي وليس المناهج الدراسية والكتب المقررة للدراسة هي العناصر الفعالة والحاسمة في تحقيق ما تصبوا إليه المدرسة والمجتمع .

[إن الاتصال عقلا بعقل ، ونفساً بنفس ، وشخصية بشخصية ]كما يقول المربي الكبير[ قستنطين زريق] ، لهو لب التربية ، فالمربي يستطيع أن يؤثر إلى حد بعيد بأبنائه ، وهذا التأثير ونوعيته ، ومدى فائدته يتوقف على المربي ذاته ، على ثقافته ، وقابليته ، وأخلاقه ، ومدى إيمانه بمهمة الرسالة التي يحملها ، وعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه ، فأن كل أعمالنا وسلوكنا وأخلاقنا تنعكس تماماً على أبنائنا الذين نقوم بتربيتهم سواء في البيت أم المدرسة ، لأن كلاهما يكمل بعضه بعضا ، ولاشك أن البيت هو المدرسة الأولى ، وأن الأم هي المربية الأولى التي أجاد في وصفها الشاعر الكبير معروف الرصافي عندما قال :

الأمُ مدرسةٌ إذا أعـددتها أعددتَ شعباً طيبَ الأعراقِ

الأمُ أستاذُ الأساتذةُ الأولى شَغلتْ مآثُرها مـدى الآفاقِ

إنه لمن المؤسف حقاً أن الكثير من المربين لم يدركوا هذه الحقيقة ، ولا زالوا يسلكون تلك الأساليب التربوية البالية التي لا تهتم إلا بتلقين أبنائهم مبادئ القراءة والكتابة والمناهج النظرية المقررة في المدارس ، أما مشاكل الأبناء ، وأساليب حلها والتغلب عليها ، فتلك مسائل ثانوية في نظرهم ، وفي اغلب الأحيان يلجأ الأهل إلى استعمال العنف والقمع مع أبنائهم كوسيلة للتربية ، فهل تحقق هذه الأساليب القسرية ما نصبو إليه نحو أجيالنا الصاعدة ؟ وبكل تأكيد أجيب كلا وألف كلا ، أن هذه الأساليب لا تؤدي إلا إلى عكس النتائج المرجوة . أن علينا كأباء ومربين أن ننبذ هذه الأساليب بشكل مطلق ، ونعمل على دراسة وتفهم حاجات ومشاكل أبنائنا والأسباب المؤدية لتلك المشاكل وسبل حلها .

إن أبنائنا الذين يمثلون اليوم نصف المجتمع ، والذين سيكونون كل المستقبل ،هم بحاجة ماسة وضرورية لتأمين الظروف النفسية والاجتماعية السليمة لتنشئتهم وإعدادهم لهذا المستقبل الذي ينتظرهم ، إنهم بحاجة للرعاية العائلية الحقيقية الفاعلة ، حيث ينبغي أن يجد الأطفال حولهم القيم السامية، والقدوة الحسنة ، والمثل الإنسانية العليا في محيطهم العائلي ، وخاصة في مرحلة المراهقة ، والتي تعتبر من أهم المراحل التي يمرّ بها أبنائنا ، وأخطرها ، والتي يتم خلالها تثبيت دعائم القيم ، واستيعاب المعارف والمفاهيم والأفكار التي تخلق منهم عناصر إيجابية ونافعة في المجتمع .

إننا بحاجة إلى بذل المزيد من الاهتمام بالجوانب الوجدانية والاجتماعية لأبنائنا ، وتطوير الأساليب التربوية التي يمكن أن توصلنا إلى هذا الهدف ، والابتعاد عن أساليب التلقين العقيمة المتبعة في تعليم المواد التحصيلية ،وينبغي أن ندرك أن أبنائنا بحاجة إلى الخبرات التي تجعلهم قادرين على التعبير عن آمالهم وحاجاتهم وخبراتهم ومشاكلهم ، وهم بحاجة للتدرّب على أساليب التعبير والمناقشة ، وإبداء الرأي ،والتعود على العمل الجماعي ، حيث أن العمل الجماعي يمثل عصب الحياة الاجتماعية الذي ينبغي توجيه الاهتمام له في عملية التربية والتي تمكن أبنائنا من تحمل المسؤولية تجاه النفس ، وتجاه البيت والمدرسة ، وتجاه الحي الذي يعيشون فيه ، وتجعلهم قادرين على المشاركة في الاجتماعية التي يمكن أن تتدرج من العمل الخاص إلى العمل العام ، ومن العمل الفردي إلى العمل الجماعي ، و تمكنهم من التفاعل الإيجابي بالمجتمع وتجعلهم متوافقين مع أنفسهم ومع المجتمع .

وينبغي لنا أن نؤكد على أن النجاح في تربية أبنائنا لا يتوقف على البيت والمدرسة فقط ، بل أن وسائل الإعلام تلعب دوراً هاما وأساسياً في التأثير على حياة أبنائنا ومشاعرهم وسلوكهم خيراً كان أم شراً ، وأخص بالذكر منها التلفزيون والسينما والصحافة التي يمكن أن تكون عامل بناء وتثقيف وإصلاح ، ويمكن أن تكون عامل تهديم وتخريب لسلوكهم إذا ما أسيء استخدامها.

لقد كان لي شرف العمل في المجال التربوي لمدة ربع قرن من الزمان كنت خلالها أقرأ بنهم ، وأتتبع كل ما يقع تحت يديّ من الكتب والأبحاث المتعلقة بالتربية الحديثة محاولا الاستعانة بها لخدمة أبنائي التلاميذ ،وتربيتهم وتنشئتهم النشأة الصالحة ، ومن خلال دراساتي وتجربتي التربوية تلك ، رأيت أن من واجبي أن أقدم هذه المساهمة المتواضعة حول سبل تربية وتنشئة أجيالنا الصاعدة ودراسة ومناقشة مشاكلهم وسبل معالجتها بما يحقق لنا الأهداف المرجوة في بناء جيل قويم قادر على أخذ زمام المستقبل ، ومالكاً لكل المقومات التي تؤهله للنجاح .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
علموا ابناءكم الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيروسات الحياة الزوجيه
» مناظرة بين الحياة و الموت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.ahmedmager.com :: منتدي الأطفال :: تربية الاطفال-
انتقل الى: