بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
كثير من الناس يخطأون فى تفسير قوله تعالى -: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء) 56 القصص
أحياناً يا أخوانى نسمع أو نرى أخطاء تصدر من بعض البشر (ألا من رحم ربى)ونظن أننا غير قادرين على تصحيح
أخطائهم ونقول {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء}[56 القصص]،
أهذا يا أخوانى هو الحل ؟
أنتركهم على ضلالهم وأخطائهم ونستسلم ونقول (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء)؟
هل هذه حجه لتركهم فى فعل أخطائهم ؟
أنا شخصياً أرى أنه تهرب من المسئوليه.........
دلت النصوص من الكتاب والسنة أن هناك نوعان من الهدايه .
1- هداية التوفيق للعمل، وخلق الإيمان في القلب
وهذه لا يملكها إلا الله عز وجل شأنه حيث قال تعالى {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء}[56 القصص]
وقال أيضاً {مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ} [186 الأعراف]
وقال تعالى {إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُهْدَى مَن يُضِلُّ}[37 النحل]
وقال تعالى {أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (40) سورة الزخرف.
وقال تعالى {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن
يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (35) سورة يونس.
وقال تعالى {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ} (16) سورة الحـج.
وقال تعالى {بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ.. } (29) سورة الروم.
وقال تعالى {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ
غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (23) سورة الجاثية.
وكثير من الأيات التى تؤكد هذا المعنى ولكنها خاصه بهداية التوفيق للعمل، وخلق الإيمان في القلب
2- هداية البيان والدلاله والأرشاد
حيث قال الله تعالى لنبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[52 الشورى]
وقال تعالى {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [24 السجدة]
وقال تعالى {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} (19) سورة النازعات،
قول موسى عليه السلام لفرعون
وقال تعالى {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ} (38) سورة غافر
قصة الرجل المؤمن الذى كان من قوم فرعون لقومه
وقال تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوا وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}
(6) سورة التغابن،
{وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} (159) سورة الأعراف،
ودليل ذلك من السنه المطهره قول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام
" فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم". رواه البخاري (2783) مسلم (2406).
وهداية البيان والدلاله والأرشاد هي المطلوبة منا يا أخوانى :
حيث أنه من الواجب علينا أن ندعو الى الله عز وجل.
ونجتهد فى الدعوه الى الله .
ونبين الحق من الباطل.
ونعمل بما أمرنا الله عز وجل به.
ونسأل الله أن يجعلنا سبباً لمن أهتدى.
اللهم أجعلنا ممن قلت فيهم {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}(181) سورة الأعراف.
تحياتي الكنج مجر