بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم..اختي الكريمة
دعونا نتأمل هذا الحدث..وهذا المشهد الذي سوف يقع لامحاله
وقفات.....
قال الله في سورة الفرقان واصفا حال عبادة الظالمين أنفسهم : (ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا(27) ياويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا(28) لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا(29) .
تفسير الآية:
( ويوم يعض الظالم ) .. بشركه وكفره وتكذيبه للرسل ( على يديه ) تأسفا وتحسراً وحزناً وأسفا. ( يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ) أي : طريقا بالايمان به وتصديقه واتباعه .
( يا ويلتي ليتني لم اتخذ فلاناً ) وهو الشيطان الانسي أو الجني , ( خليلاً ) أي : حبيباً مصافياً عاديت انصح الناس لي وأبرهم بي وأرفقهم بي , وواليت أعدي عدو لي الذي لم تفدني واليته الا الشقاء والخسار والخزي والبوار . ( لقد اضلني عن الذكر بعد إذ جاءني ) حيث زين له ما هو عليه من الظلال بالخدع وتسويله . ( وكان الشيطان للانسان خذولا ) يزين له الباطل ويقبح له الحق ويعده الاماني ثم يتخلى عنه ويتبرأ منه كما قال لجميع اتباعه حين قضي الامر وفرغ الله من حساب الخلق ,
( وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي إني كفرت بما اشركتمون من قبل ) الآية . فلينظر العبد لنفسه وقت الامكان وليتدارك الممكن قبل ان لا يمكن وليوال من ولايته فيها سعادته ويعادي من تنفعه عدواته وتضره صداقته . والله الموفق ...
انتهى .. كلام الشيخ ابن سعدي رحمه الله
أخي الكريم...اختي الكريمة...
قف لحظة وتأمل هذه الآيات...
قف وعش معها وما تعني بالنسبة لك
هل تخيلت نفسك ذاك الظالم لنفسه الذي فاته الأمل ولا ساعة مندم
أتحب أن تكون في ذلك الموقف ولو كنت فيه ماذا كنت تريد وماذا تتمنى
ألا تريد أن ترجع لتعمل قليلا فتتدارك ولو شيء يسيرا
أم تريد أن تتحلل ممن ظلمته وأخطأت في حقه
أم تريد أن تصل رحمك
أم تريد تسجد لله أو تقرأ آية
أم تريد أن تستغفر وتسبح
أم تريد أن تبر بوالديك
أم تريد أن تؤدي ما اؤتمنت عليه
أم تريد أن تستغل هذا الشهر بصلاة وصدقة وبكاء وندم على ما فات
وماذا وبعد كل هذه الأمنيات يرد الله عليك ويقول كلا .... إنها كلمة ردع وزجر
ويقول الله عز وجل واصفا حال عباده عندما يحول الموت بينهم وتنقطع عنهم الأماني ويحل بهم المنون ويتيقن انه ذاهب إلى أمر لربما تساهل وتغافل عنه كثيرا قال تعالى: (حتى إذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون(99) لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون(100) سورة المؤمنون.
هل تأملت حال ذالك العبد المفرط؟
هل تريد أن تكون مكانه؟
لماذا تقول رب ارجعون؟
تريد أن تعمل صالحا فيما تركت
هل أيقنت حقيقة هذه الدنيا؟
أنت الآن تعيش هذه الفرصة إعمل صالحا إن كنت صادقا.
أما سمعت الله يقول وهو اصدق القائلين إنها كلمة هو قائلها أي انك تكذب على نفسك ولو أمهلك الله لعدت إلى سالف عهدك
أتريد أن يقول لك ربك كلا ... تلك الكلمة التي لامناص ولا جدال ولا محاولة للتنازل عنها مهما كانت الوسائط
كلا يزجرك الله ويردعك الله وأين من يكفلك وأين تذهب ومن يؤييك والى أين تفر والمفر إليه
أين خوفك منه أين خشيتك أما تخاف من ربك إلى متى وأنت أسيرا للشهوات إلى متى وأنت تجامل فلانا وعلان
أما تصدق كلام ربك
يا أخي هذا كلام ربنا وليس شيخ ناصح ولا رجل عاقل ولا مسئول ذا منصب
انه ربنا هو الذي يحكي حال عباده المفرطين
أين يقينك؟
أين خوفك؟
أين رجائك؟
ما فعل إسلامك؟
وماذا عملت بإيمانك؟
أما ترعوي وتنز جر!
متى تتوب؟
متى تؤب؟
إلى متى هذا التسويف؟
لماذا تخجل من التوبة؟
أتملك أجلك!
أتضمن عمرك!
إن الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل.
وفي الختام ايها المسلم ويا ايتها المسلمة
إن الله يفرح بتوبة عبده
انك عندما تتوب يفرح الله بتوبتك
الله عز جلاله يفرح بتوبة عبده!!!
سبحانك ربنا ماأعظمك.
(ياليت قومي يعلمون)
بقلم : محبكم المرتهن بعمله المشفق لعفو ربه
سليمان.
تحياتي الكنج مجر