قد تقرأ هذه الأسطر من أحد محلات (الكوفي شوب)، تأمل في الشخص الذي يجلس بجوارك ويتصفح حاسبه المحمول، تأمل في ضحكاته مع أصحابه، ربما لا تعلم الآن بأنه يتصفح هاتفك الجوال بما فيه من أسماء ورسائل وصور، نعم بكل بساطة هذا الأمر يتكرر كثيراً ليس ذكاء في من يسمون أنفسهم ب (الهاكرز) بل نستطيع القول بأنه نوع من (اللامبالاة) لحامل الجوال.
لتوضيح هذه النقطة بشكل أسهل، اعتاد الكثيرون من جلساء المقاهي ومحلات (الكوفي شوب) على فتح خدمة البلوتوث في أجهزة الجوال لتبادل الملفات الفكاهية ولقطات الفيديو بين المتواجدين داخل المقهى، في الغالب حينما يتصل الطرف الأول بصاحب الجوال من خلال (البلوتوث) فستظهر عبارة بسيطة (الجهاز الفلاني يريد إرسال ملف لك موافق.. أم لا) لذا اعتاد أصحاب الجوالات على ضغط (موافق) لأي اتصال يأتيهم من خلال البلوتوث اعتقاداً منهم بأنها مجرد رسالة عادية كما يحصل دائماً، لكن ولعدم الاهتمام الذي يتكرر بين أصحاب الجوالات، يعمد (الهاكرز) خلال الفترة الحالية على الاستفادة من هذه الخدمة بطريقة مسيئة حيث يقومون بتحميل برامج مجانية متوفرة بسهولة على شبكة الإنترنت وضعت أساساً لكي يقوم المستخدم بحفظ أرقام جواله ورسائله على هاتفه المحمول كنسخة احتياطية من خلال عملية الاقتران بين الجهاز المحمول والهاتف الجوال، لكن قد يستخدم بطريقة سلبية كما هو الحال في المقاهي حيث يعمد صاحب الحاسب المحمول بالبحث عن ضحية من خلال أسماء أجهزة الجوال التي تظهر على حاسبه، وحين يقوم بالاتصال من خلال البلوتوث بأي مستخدم ستظهر العبارة التالية (الجهاز الفلاني يريد القيام بعملية اقتران بجهازك.. موافق أم لا) وكما جرت العادة الكثير من الأشخاص لا يدقق في الرسالة ومضمونها فيضغط موافق اعتقاداً بأن صاحب الجهاز يريد إرسال ملف من خلال البلوتوث ولكنه في واقع الأمر يكون قد سلم جهازه بما حوى لصاحب الكمبيوتر المحمول الذي يستطيع بعد عملية الاقتران من الدخول إلى بيانات الجهاز الجوال وتصفح الرسائل ومطالعة الاستديو وحفظ الصور بل ويمكنه أيضاً قراءة الأسماء والأرقام وتخزين ما يشاء من البيانات فيما صاحب جهاز الجوال يرتشف القهوة ويتضاحك مع أصدقائه في الطاولة المجاورة.
لذا يعد من الأفضل ان تقوم بغلق (البلوتوث) في جهازك بشكل دائم وعدم فتحه إلى حين الحاجة ومعرفة من هو الطرف المرسل، على الأقل تمعن في الرسالة التي تصلك وتأكد بأنها مجرد إرسال ملف، وتذكر ان إجراء (اقتران) بين جهازك الجوال وبين أي جهاز آخر سواء كان جوالاً أو حاسباً محمولاً يعني بأنك سلمت الجمل بما حمل.
تحياتي الكــــــــــــــــــــــــنج